يشهد قطاع التأمين في المملكة العربية السعودية تحولاتٍ جذريةً، حيث أشارت وكالة "ستاندرد آند بورز" إلى احتمال حدوث موجة من عمليات الاندماج والاستحواذ بين شركات التأمين السعودية. هذه التوقعات تأتي في ظل سعي المملكة لتعزيز كفاءة القطاع وزيادة قدرته على المنافسة، وتنفيذ رؤية المملكة 2030 التي تستهدف تطوير القطاع المالي.
أسباب التوقعات بعمليات الاندماج:
- تعزيز القدرة التنافسية: تسعى شركات التأمين السعودية إلى تعزيز قدرتها التنافسية من خلال زيادة حجم أعمالها وتوسيع نطاق خدماتها، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال عمليات الاندماج.
- الاستفادة من الاقتصاديات الحجمية: تتيح عمليات الاندماج لشركات التأمين تحقيق اقتصاديات الحجم، مما يؤدي إلى تخفيض التكاليف وزيادة الأرباح.
- تلبية متطلبات الرقابة: قد تدفع المتطلبات الرقابية الجديدة التي تفرضها الجهات المعنية بالقطاع المالي بعض شركات التأمين إلى الدخول في عمليات اندماج لتعزيز متانتها المالية.
- التوسع في الأسواق الجديدة: تسعى بعض شركات التأمين إلى التوسع في أسواق جديدة داخل المملكة وخارجها، ويمكن لعمليات الاندماج تسهيل هذه العملية.
الفوائد المتوقعة من عمليات الاندماج:
- زيادة الكفاءة: من المتوقع أن تساهم عمليات الاندماج في زيادة كفاءة القطاع، من خلال تبسيط العمليات وتقليل التكاليف الإدارية.
- توسيع قاعدة العملاء: ستؤدي عمليات الاندماج إلى زيادة قاعدة عملاء شركات التأمين، مما يعزز مكانتها في السوق.
- تطوير المنتجات والخدمات: من المتوقع أن تساهم عمليات الاندماج في تطوير منتجات وخدمات تأمينية جديدة تلبي احتياجات العملاء المتطورة.
- تعزيز الاستقرار المالي: ستساهم عمليات الاندماج في تعزيز الاستقرار المالي لقطاع التأمين، مما يزيد من قدرته على تحمل الصدمات الاقتصادية.
التحديات التي تواجه عمليات الاندماج:
- الرقابة التنظيمية: تخضع عمليات الاندماج في قطاع التأمين إلى رقابة تنظيمية مشددة، مما قد يؤدي إلى تأخير إتمام بعض الصفقات.
- التوافق الثقافي: قد تواجه الشركات التي تدخل في عمليات اندماج تحديات في تحقيق التوافق الثقافي بين موظفيها.
- تكاليف الاندماج: تتطلب عمليات الاندماج استثمارات كبيرة، مما قد يؤثر على أداء الشركات المندمجة في المدى القصير.
وعلى الرغم من أن السوق السعودية أعلنت عن زيادة في صافي الربح إلى نحو 588 مليون دولار في النصف الأول من العام الجاري من نحو 450 مليون دولار تقريبا خلال نفس الفترة من 2023 إلا أن 14 من 45 شركة تأمين سعودية مدرجة سجلت انخفاضا في أنشطة التأمين والأرباح في منتصف 2024 على أساس سنوي، مما يشير إلى تزايد المنافسة وتهيمن أكبر شركتين للتأمين في السعودة وهما شركة التعاونية لخدمات التأمين وبوبا على حصة سوقية إجمالية بنحو 55% بنهاية عام 2023.
أكدت ستاندرد آند بورز إن الإيرادات وصافي الأرباح لم يتوزعا بالتساوي في أنحاء القطاع، حيث إن أكبر خمس شركات من بين 25 شركة مدرجة في السعودية حققت نحو 73% من إجمالي إيرادات التأمين في 2024 ارتفاعا من 69% في 2023 وتتوقع وكالة ستاندرد آند بورز أن ينمو قطاع التأمين الإسلامي في منطقة الخليج بما يتراوح بين 15 إلى 20% في 2024، لتتجاوز إيراداته 20 مليار دولار.
تؤكد توقعات "ستاندرد آند بورز" بحدوث عمليات اندماج في قطاع التأمين السعودي على الديناميكية التي يشهدها هذا القطاع. ومن المتوقع أن تساهم هذه العمليات في تعزيز قدرة القطاع على المنافسة وتلبية احتياجات العملاء المتزايدة، مما يدعم مسيرة التحول الاقتصادي التي تشهدها المملكة.