تحليل لأسباب قد تجعل إيران تتراجع عن التصعيد العسكري ضد إسرائيل، بما في ذلك الوضع الاقتصادي المتردي وتخوفها من رد فعل دولي وإقليمي.
في خضم التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، تظهر علامات على أن طهران قد تكون في مأزق استراتيجي يضعها أمام خيارات صعبة. على الرغم من التهديدات المستمرة بشن هجمات على إسرائيل، هناك مؤشرات على أن إيران قد تكون متردّدة في تنفيذ هذه التهديدات بالفعل وبشأن ما يُثار عن احتمال تأخير الرد حتى جولة المفاوضات الأسبوع الجاري، أنّ الرّد سيتم بطريقة لا تضر بوقف إطلاق النار المحتمل في قطاع غزة.
أحد الأسباب الرئيسية التي قد تجعل إيران تتراجع عن مواجهة مباشرة مع إسرائيل هو الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد جراء العقوبات الدولية. فالاقتصاد الإيراني ما زال يعاني من آثار الضغوط الاقتصادية، مما قد يجعل النظام الإيراني حذرًا من اتخاذ أي خطوات متطرفة قد تؤدي إلى مزيد من العزلة والعقوبات.
علاوة على ذلك، هناك مخاوف في طهران من أن أي هجوم على إسرائيل قد يؤدي إلى رد فعل عسكري صارم من قبل تل أبيب وحلفائها الدوليين، مما قد يكون له عواقب وخيمة على إيران. في ظل هذا السيناريو، قد تفضل إيران الاكتفاء بالتهديد والردع دون المجازفة بشن هجمات مباشرة وفي وقت سابق قالت مندوبة إيران في الأمم المتحدة أنّ لطهران الحق في الدفاع المشروع، حيث "تمّ انتهاك أمنها وسيادتها في العمل الإرهابي الأخير الذي قام به الكيان الإسرائيلي واغتال به رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية"، مشدّدةً على أنّ ذلك لا علاقة له بوقف إطلاق النار في غزة.
كما أن إيران ربما تدرك أنه في ظل التطورات الدولية والإقليمية الحالية، قد يكون من الأفضل لها التركيز على تعزيز نفوذها في المنطقة عبر وكلائها وتحالفاتها الموجودة بدلاً من المخاطرة بتصعيد مواجهة مفتوحة مع إسرائيل.
روابط: