القائمة الرئيسية

الصفحات

س و ج ؟ هل يستحق مدرسين الدروس الخصوصية التعاطف معهم بعد تطبيق نظام الثانوية العامة الجديد

في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها نظام التعليم في مصر، وخاصة فيما يتعلق بالثانوية العامة، يبرز تساؤل مهم حول دور الدروس الخصوصية ومدى تأثيرها على المجتمع، وكذلك مدى مشروعية التعاطف مع المدرسين الذين يقدمون هذه الدروس.

قد يكون نظام التعليم الجديد، الذي يهدف إلى تخفيف العبء عن الطلاب من خلال تقليل عدد المواد الدراسية، خطوة في الاتجاه الصحيح. ولكنه في الوقت نفسه يضع تحديات جديدة أمام المدرسين الذين يعتمدون بشكل أساسي على الدروس الخصوصية كمصدر رئيسي للدخل. في ظل هذا التغيير، يتساءل البعض عما إذا كان من المناسب التعاطف مع هؤلاء المدرسين، خصوصاً أن الكثير منهم قد تحولوا، وفقاً للآراء المنتشرة، إلى "مصاصي دماء" يستغلون حاجة الطلاب للنجاح لتحقيق أرباح طائلة.

المشكلة الرئيسية التي يعاني منها النظام التعليمي هي اعتماد بعض المدرسين بشكل شبه كامل على الدروس الخصوصية، مع تجاهل الدور الأساسي للمدرسة. فقد أصبح من المعتاد أن نرى مدرسين لا يشرحون الدروس بشكل كافٍ في الفصول الدراسية، ويتركون الطلاب في حاجة ماسة للالتحاق بدروسهم الخصوصية. هذه الظاهرة أدت إلى تفاقم الأعباء المالية على الأسر المصرية، حيث يضطر العديد من الآباء إلى الاستدانة والعمل لساعات إضافية لتوفير تكاليف الدروس الخصوصية لأولادهم.

في هذا السياق، يُطرح السؤال: هل يجب أن نتعاطف مع هؤلاء المدرسين؟ من الصعب تقديم إجابة قاطعة، لكن من الواضح أن النظام القديم كان يعطي المجال للمدرسين لاستغلال حاجة الطلاب، وهو ما انعكس سلباً على جودة التعليم وعلى أوضاع الأسر المادية. من جهة أخرى، يتوجب على المدرسين التكيف مع التغييرات الجديدة التي تفرضها الدولة، والتي تسعى لتحسين جودة التعليم وتقليل الفجوة بين ما يُدرّس في المدارس وما يحتاجه الطالب للنجاح.

التعاطف مع المدرسين يجب أن يكون من منظور العدالة الاجتماعية، ولكن بشرط أن يعيد هؤلاء المدرسون النظر في أسلوبهم ويضعوا مصلحة الطالب فوق أي اعتبار آخر. ففي النهاية، التعليم هو رسالة قبل أن يكون مهنة، وإذا ما تخلّى المدرس عن هذه الرسالة لصالح الربح المادي، فإنه يخسر الثقة والاحترام من قبل المجتمع ككل.

شاركونا بآرائكم في التعليقات ...