أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن كشف أثري مثير في جبانة مدينة مرسى مطروح، التي تعود إلى العصر الروماني. هذا الاكتشاف الجديد يسلط الضوء على تفاصيل غير مسبوقة عن الحياة في تلك الحقبة ويعزز من فهمنا للتاريخ الروماني في مصر. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل الكشف الأثري وأهميته التاريخية، بالإضافة إلى التصريحات الرسمية بشأن هذا الحدث البارز.
تفاصيل الكشف الأثري
أثناء أعمال التنقيب الأخيرة في جبانة مرسى مطروح، اكتشف الفريق الأثري مجموعة من القطع الأثرية التي تعود إلى العصر الروماني. تتضمن هذه الاكتشافات:
توابيت ومومياوات: تم العثور على مجموعة من التوابيت المصنوعة من الحجر الجيري والخشب، بالإضافة إلى مومياوات محفوظة جيداً، مما يقدم لمحة عن أساليب دفن الرومان في مصر.
تماثيل ونقوش: عثر الفريق الأثري أيضاً على تماثيل صغيرة ونقوش تزيّن الجدران والأضرحة، التي تعكس الطقوس والعادات الجنائزية للرومان في تلك الفترة.
أدوات وأوانٍ فخارية: تشمل الاكتشافات أيضاً مجموعة من الأدوات والأواني الفخارية التي كانت تستخدم في الحياة اليومية، والتي تساعد في فهم جوانب مختلفة من الحياة الرومانية.
في تصريح خاص، قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، "إن الكشف الأثري في جبانة مرسى مطروح يمثل إنجازاً كبيراً في مجال الدراسات الرومانية في مصر. هذه الاكتشافات توفر رؤى جديدة حول الطقوس الجنائزية والممارسات الاجتماعية في العصر الروماني، وتفتح أبواباً لفهم أعمق لتاريخنا المشترك."
وأضاف وزيري: "نحن فخورون بما تحقق من نتائج، ونتطلع إلى مزيد من الدراسات والتحليلات التي ستساهم في إثراء معرفتنا وتعزيز مكانة مرسى مطروح كمركز أثري هام."
أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذا الكشف حيث إنه يشير إلى الدور الذي لعبته مدينة مرسى مطروح الأثرية كمركز للتجارة الخارجية في حوض البحر المتوسط ليس فقط خلال العصر الروماني، ولكن عبر العصور التاريخية المختلفة.
وقد اكتشفت البعثة مقبرتين منحوتتين في الصخر من طراز الكتاكومب، المعروف في العصر الروماني، بهما 29 موضع للدفن وعدد من المدامع الزجاجية وموائد القرابين المنقوشة والمزخرفة وتمثال لرجل يرتدى الرداء الروماني المميز "التوجا"، وتمثال لكبش، وتمثال نصفي لسيدة غير معروفة وبعض العملات البرونزية.
هذا بالإضافة إلى حمام مكتمل العناصر المعمارية حيث عثر بداخله على صالات للاستقبال ومقاعد جلوس مرتادي الحمام، وغرف الاستحمام، وخزانات وأماكن تصريف المياه.
وأعرب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن سعادته بنجاح البعثة الأثرية المصرية في إزاحة الستار عن هذا الكشف الأثري الهام، ما يأتي في إطار توجيهات السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار للاهتمام بالبعثات الأثرية المصرية بصورة أكبر بما يمكنها من الكشف عن المزيد من أسرار الحضارة المصرية العريقة.
ومن جانبه أوضح الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن مقبرتي الكتاكومب، لهما درج ينتهي بردهة مستوية أمام مدخل حجرة الدفن يؤدي إلى حجرة الدفن الرئيسية مربعة الشكل ذات سقف مقبي بداخلها مواضع الدفن المنحوت في الصخر Loculi، والتي كانت مغلقة بإحكام بسدادات من الحجر الجيري.
أما مكان دفنة صاحب المقبرة فكان مغلق بباب وهمى ترتكز جوانبه على عمودين دوريين نحتا بالنحت البارز وفى المنتصف تم تجسيد باب ذو ضلفتين يعلوه إفريز دوري يحتوي على زخرفة الأسنان وأسفله توجد مائدة قرابين من الحجر الجيري.
أهمية الاكتشافات التاريخية
يعتبر هذا الكشف الأثري أحد أبرز الاكتشافات في السنوات الأخيرة، وله أهمية كبيرة على الصعيدين الأكاديمي والسياحي:
تعزيز الفهم التاريخي: يوفر الكشف تفاصيل جديدة حول حياة الرومان في مصر ويكشف عن جوانب غير معروفة من ثقافتهم وطقوسهم.
دعم السياحة الأثرية: من المتوقع أن يجذب الاكتشاف السياح والباحثين إلى مرسى مطروح، مما يعزز من مكانة المدينة كموقع سياحي بارز.
فتح أفق البحث العلمي: سيسهم الكشف في فتح مجالات جديدة للبحث والدراسة حول الفترة الرومانية في مصر، مما يثري المكتبة الأثرية العالمية.
الخطوات القادمة
تعمل وزارة السياحة والآثار حالياً على تخطيط خطوات مستقبلية لاستكشاف الموقع بشكل أعمق وتحليل القطع الأثرية المكتشفة. كما سيتم تنظيم معارض وعروض خاصة للتعريف بالاكتشافات وتعزيز الوعي الثقافي والتاريخي.
يُعد الكشف الأثري في جبانة مدينة مرسى مطروح خطوة هامة في فهم تاريخ العصر الروماني في مصر. من خلال التوابيت والمومياوات والنقوش التي تم العثور عليها، يُتوقع أن يقدم هذا الاكتشاف رؤى جديدة حول الماضي الغني للمنطقة. مع دعم مستمر للبحث والاستكشاف، يمكن للباحثين والجمهور الاستفادة من هذا التراث الثري وفهم أعمق لماضيهم.